samedi 19 mars 2011

رأيتُ الله..!!


ملحوظة: هذه المقالة منقولة عن إسبوعياتي الشخصية بتاريخ 16/2/2011، مع بعض الزيادات الطفيفة جداً إما للتوضيح إما للتنقيح

بعد نجاح الثورة، ظهرت حملة تدعو إلى تنظيف الشوارع، و إذ إني لم أجد من يساندني في تنظيف حيي، قررت البدء ببيئتي الصغيرة، غرفتي.

رتبت مكتبي منذ يومين، و اليوم رتبت الضلفة اليسرى من الدولاب، التي أجلت ترتيبها سنوات، فوجدت ذكريات قديمة تعود إلى سن العاشرة إن لم يكن أقل، تخلصت من بعضها على سبيل إعطاء المجال لذكريات جديدة لتحل محلها، و لكن بعضها إعتبرته عنصر في تركيب شخصيتي الحالية، فقررت عدم التخلي عنهم، لأنهم يمثلون جزءاً مني.

على سبيل الأمثلة، وجدت كراسة هي عبارة عن أسبوعيات فترة معسكر ( أربعة أيام). لم أكن أعرف إني حاولت من قبل كتابة أسبوعياتي في كراسة، حتى و إن لم أعطها الإهتمام الكافي، إلا إني أوجدتها. فتحتها فوجدت بين طيات صفحاتها أندرو الطفل، وقرأت

اليوم الأول
أنا ببص على الكمبيوتر كتير، بس حاجة زي دي مضايقاني، لأنه بيمنعني عن ممارسة ديني بطريقة سليمة، وبيخليني أروح الكنيسة من غير نفس، ومحبش أخرج عشان أفضل قاعد في البيت قدام الكمبيوتر، وهذا يقلل من طبيعة تعاملي مع الناس من حيث كثرة قعودي قدام الكمبيوتر، وعدم تعاملي مع الناس بكثرة ولَّد فيّ شخصية ضعيفة تخاف التعامل مع الناس و لا تتأقلم مع الناس بصورة سريعة وظريفة.
(بدون أي زيادات لا للتوضيح أو للتنقيح)

هنا أدركت صحة المقولة التي حفظتها من كثرة تردادها على مسامعي في الصغر " انت يا أندرو أكبر من سنك"، العجيب إني منذ أربع سنوات في إجتماع  لنشاط أغصان الكرمة مع زياد، أعلنت  عدم إقتناعي بها إذ إنها تترد على مسامع الكثير من أصدقائي، لو أن الجميع أكبر من سنهم، فإننا جميعاً في نفس السن، إذاً فهي غير صحيحة، وكنت أسمعها على سبيل المجاملة. اليوم إكتشفت أن تفكيري في سن الثانية عشر، كان يفوق بالفعل سني بمراحل، أولاً كانت كتاباتي تضم الفصحى، ثانياً كانت تنم عن تفكير تحليلي من الطراز الأول.

وقتها شعرت  بشعورين مختلفين، الأول كان سلبي، إنني كنت أعمق في الصغر، و إني بمثل هذا المقياس، مستوى تفكيري في سن الواحد والعشرون، بالرغم من جودته حسب وصف الناس له، إلا إنه ليس على نفس المقياس أو التطاول على العمر، كما حدث لي في الصغر عندما كنت بيج فيش. (من رأى الفيلم سيفهم قصدي)، الشعور الآخر كان إمتنان، لأني عرفت أن الله أعطاني وزنة وموهبة منذ الصغر، عقل تحليلي، و أسلوب كتابة، و عليّ أن أنميهم، و أطور تفكيري ومداه.

شعرت بسعادة لمعرفتي، و رؤيتي، و وعيي للمسة الله في حياتي، كما لاحظت أيضاً إني تخليت عنها، فقد رفضتها لأنها تجاور صمتي الطويل للتفكير و التحليل، و هو ما كنت أكرهه في شخصيتي أنذاك، لكني أعي مدى أهمية ذلك الآن، و مدى صعوبة ذلك على بعض الأشخاص، أنا عندي ميزة، أنا أستطيع أن أجلس في هدوء و سكون لأفكر و أحلل الأمور و أصيغها بشكلٍ جميلٍ، و أنا  الذي إعتبرته،بشكل سلبي، إنطواء.

الطريف أيضاً إني وجدت تعريفي لنفسي، و قد يكون تعريفي لدوري في فريقٍ ما لكنه تعريف، و كان (محرر/رسام)...طبعاً فوجئت من التعريف، بجانب كتابة كلمة الرسم، بكل جرأة، في خانة الهوايات في أوراقٍ أخرى.  أيضاً وجدت ورقة مدون عليها حُلمي في نفس العمر "لما أكبر عايز أبقى مهندس و أخترع عربية بتمشي و  بتطير بالطاقة الشمسية"

لقد كانت أحلامي أنذاك عالية و كانت تطير و أطير معها، في حين أن أحلامي الآن أبسط و تنحسر في العيشة المستورة .يجب أن أبحث عن ذاك الطفل بداخلي، فتذكرت و نظرت إلى فوق حيث تلك المقولة للكاتب الألماني أيرش كيستنر مكتوبة على سقف غرفتي
يولد الناس ثم يكبرون
و لكن فقط من يكبر و يظل بداخله الطفل
هو من يمكن أن نطلق عليه
إنسان

إقتنعت بهذه المقولة أكثر من ذي قبل
لأنه عندما إكتشفت الطفل بداخلي
رأيتُ الله
جل ما عليّ
هو مساعدة هذا الطفل على الخروج


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire