dimanche 3 avril 2011

ضالتي..!!

أبحثُ عَنها مُنذُ أيامٍ

في الوجُوه

في المَآتِم

في الحَوارِي

في أحدَاثِ البَشَرِ


أرسُو علَى شاطِئِ ذِكرياتِي

فأجِدني في حارَة البُوشِي

بَيتِي القَديم

حَيثُ العَزاء لِروح المَعلِم صُبحِي

جارِنا الذِي لَم يَقطَع عَنّا الوِد

طَوال خَمسةَ عَشرَ عَاماً


أجلِسُ فأستَشعِرُ وجودِها

أبحَثُ عَنها

فألمَحها

ألمَحها جَميلَةٌ

جَمال يَنفذُ إلَى رَوحِك

فيَستكينُ صَدرِكَ لإستِعابِه

ولا يَستَطيع


ألمَحها حوريةٌ تَرقصُ

ساحِرةٌ كقَطراتِ الندَى في الفَجرِ

يَسقُط عَليها نُور مِن اللا مَكان

فتَغدُو شَفافةٌ مَرئيةٌ


تَتمايَلُ مِن بَيتٍ لبَيتٍ

فتُرجِعُ الحَياةَ إلَى البيُوتِ الساكِنةِ في ثَباتِ المَاضِي


وتَتوَهج بَبريقٍ زَهريٍّ

يَتطايَر مِنها

فيُعطِي الحَياةَ

للَيلِ الساكِنِ في المَوتِ

وحِين حاوَلتُ الاقتِرابَ مِنها

ولَمسِها

تَلاشَتُ في الغَمرِ

حَزِنتُ

وطَفقتُ أبحَثُ عَنها مِن جَديدٍ


تَطوفُ بيَّ المَركِبُ

وتَرسو علَى شَاطِئٍ

مُزدَحمٍ

أجِدني أمَام مَسجِد المُصطفَى

حَيثُ مَركَز الأشِعةِ المُلحَق بِه

أجِد صَفاً يَطول

ثُمَ يتَناثَر عِندَ الشُباكِ


أُخمِنُ وجودَها

أقتَرِبُ

فأستَشعِرَه


أترُكُ لِعَينايّ العَنان لِتَبحَث عَنها

تَمرُ علَيها

فلا تَلحظْها

تَرجِعُ حائِرةٌ

فأزجُرها مُعيداً إيَاها لِلبَحثِ

تَبحثُ ولا تَتعرَّف عَليها

فأُرسِلُ قَلباً يَشعرُ بِها

وعَقْلاً لا يَحصُرها في صورَةٍ

فتَلمَحها عَينايّ

وتّتعجَبُ

كَيفَ لَم تَلحظْها مِن قَبل؟


كَانت ذَات مّذاقٍ خَاص

جَميلَةٌ

ولَكِن جَمال لَم يَمرُ عَليه الزَمنُ دُونَ أن يَتركُ أثراً

يَتجلَى مِن خِلالِ ضِحكاتِها القَصيرَةِ

لبُرهَةٍ مِن الزَمنِ

ثُمَ يَختفِي

مُخلِفاً في نَفسِي

قَسوَة ساحِرة

جَميلَة


أقتَرِبُ

أطلُبُ مِنها أن تُرافِقَني

فَقد كُنتُ أبحَثُ عَنها مُنذُ زَمنٍ

فتَتلاشَى

كَضبابٍ يَشقُه النُورُ


أبحَثُ

فلا أجِدها

أنتَقِلُ مِن مَوقعٍ لمَوقعٍ

كالمَجنونِ

كَالمَمسوسِ

كَالمَهووسِ

لَقد كُنتِ بَين يَديّ

علَيكِ اللَعنةُ..


في النهايَة أفقِدُ الأملَ،

أم إنَهُ هوَ مَن فقدَني؟

لاأعرِفُ

كَلَ مَا أعرِفُه إنِي إنزوَيتُ في ركنٍ مِن أركانِ الغُرفةِ

أنظرُ إلَى المِلاطِ الفارِغِ

فأشعُرُ مِثلَهُ


تَتحركُ يدٌ

وتَتفقَدُ كَتِفي

أنظرُ

فأجِدها وَجَدَتْنِي..