mardi 22 octobre 2013

صلاة من أجل الحرب..!!

في بعض المعتقدات القديمة كانت توجد طقوس دائماً من أجل نزول المطر، أو زيادة المحصول أو خصوبة الماشية، ومع مرور الزمن وإنجلاء سحابات عن العلوم أدركنا أن بعض تلك الظواهر في أيدي البشر للتلاعب بها دون الحاجة لرقصة طقسية، فأصبحت الأمور أكثر منطقية؛ فلندع طقوسنا لما لا نفهمه أو ما يستعصى علينا التحكم به. ولكن ما من حدث مؤثر في التاريخ ويصعب التحكم به أكثر من الحرب.. فلنقم إذاً بصلاة من أجل الحرب.


يا الله الحنون
يا أرحم الراحمين
يا خالق كل نسمة رقيقة تداعب نوار الحقول فجراً
يا من شكلت شمس الغروب
لتنفذ بروحك من خلالها إلى كل ناظر
فتلمسه من إلتقاء الروحان


يا أبتي
لك أطلب أن تحرق روح أعدائي
اكسر قلوبهم
حطّم أفئدتهم
اعلِ من صوت نساء تصرخ حين تبقر بطونهم حتى عنان السماء
ضاعف من صدى صراخ أطفال تُقتل قبل أن تتعلم الكلام
زِد من مكاسبي يا رؤوف
هبني التسلط على كرامتهم يا عليّ
اعطني نفحة من رجاء مذلتهم
عِدني يا سيدي سلام نفسي على أنغام بكائهم العذب
أشكرك أيها الإله الأمين.


صلاة من أجل الحرب.. لما لا؟!
قد تكون أول صلاة حرب مكتوبة، بينما في الحقيقة ترددها القلوب كل يوم، فلم الإستنكار؟!
الحرب شيء أساسي في مكون البشر، مثلها مثل الأكل والشرب؛ فلنعلم أطفالنا إذاً أن نصلي قبل الحرب وبعدها، فالناس من الممكن أن تؤجل أي شيء من أولوياتها، حتى الصلاة، إلا إنها تأتي عند الحرب لتتوقف، فهي غير قابلة للتأجيل! أتكون الحرب أقدس من الصلاة؟
أليس من الأحرى بنا أن نحارب من أجل الصلاة وليس العكس؟
أيكون هذا هو المبدأ في النهاية؟ ابذل روحي لأصلي، بدلاً من أن أصلي لأبذل روح غيري؟ أن تكون الصلاة هي حرب ضد أغشية تحجب عنّا الله؟ أن تكون الصلاة حرب في حد ذاتها؟


فليكن..
لنجرب حرب الصلاة..


يا الله الحنون
يا أرحم الراحمين
يا خالق كل نسمة داعبت إنسان في لحظة يأس
فظن وجود الأمل
يا من شكلت من ضحكة طفل معنى للسلام
يتردد صداها في أرجاء أذن لا تسمع سوى صوت الرصاص


يا أبتي
لك أطلب أن ترفع عنّا غشاوة قلوبنا
أن تُطيّب جروحنا
أن تجبّر أرواحنا المنكسرة تحت وطأة الحرب
أن تعلِ من صوت عقل يدعو للسلام
حتى يصل بقاع الأرض البعيدة
ضاعف من إيمان أشخاص متجهة أنظارهم نحوك
زِد من عزم كل داعٍ لنبذ السلاح
هبنا الإستطاعة أن نراك في أقسى أيام القتال ضراوة
اعطنا لمسة من عزاءِ ساعة فقدان عزيز
عِدنا يا سيدي سلام يطغى على صوت الدبابات
شكراً أيها الإله الأمين