lundi 8 décembre 2014

عن أحلامٍ سابقةٍ أتحدث..!!

لا أعرف عنكم
لكني رغبت بتغيير العالم


لا أعرف عنكم
لكني خططت لجعله أكثر إيجابية


لا أعرف عنكم
لكني آمنت بعالمٍ يستحق العيش لأجله
*   *   *

حلمت بعالمٍ تكوّن بداخلي مع كل موقفٍ حدث لي، مع كل خطأ ارتكبته، ومع كل تفصيلةٍ في حياتي؛ عالم تكوّن من لون شعري، من طولي، من شارعي، ببشرتي، بضعف نظري، ما أسمعه من النافذة، وزني، غرفتي، مدرستي، بأقاربي، مُدرسيَّ، بانجاز حققته، بمخاطرة هبت أن أخذها وبقرار اتخذته.
عالمي تكوّن من تفاصيلي الدقيقة؛ تكون من حبي للساعات، من خساراتي لصديقة يوم طلبت تقبيلها لما افتقدتها، بحبي للطيران وخوفي من الإرتفاعات، من عنف ارتكبته ضد أختي، بحبي لشكل القداحات، بصداقةٍ اعتززت بها، بتقصيري نحو عائلتي، بحبٍ دخل حياتي، من إصرار تكون بداخلي.
عالمي تكوّن من إنجاز اقتربت منه حينًا وآخر استبصرت تحقيقه فهربت!


عالمي تكوّن من مسيرة من التفاصيل، منها ما ولدت بها، وأخرى اتخذتها في طريقي، وأخطاء ارتكبتها بحثت من خلالها عن حلمي وعالمي فأكونه من شظايا أخطائي!


كنت أحلم بواقعٍ أساهم فيه بتسليط الضوء على آفاقٍ لم تُرىَ
أحلم بواقعٍ أستطيع فيه إبراز وجود أُناس ثم تهميش أثرهم


كنت أحلم بواقعٍ ألفِتُ فيه النظر لبشر تجاهلهم المجتمع
أحلم بواقعٍ أخلق فيه محفزات تلهم غيري أفكار قادرة على تغيير واقعه من خلال صناعة الأفلام


كنت أحلم بواقعٍ أغير فيه موازين عالمنا من حيث الفقر والغنا، العيز والإحتياج
أحلم بواقعٍ أكثر أخوة، حيث الصواب والخطأ هما مقياسين لمدى مساهمة الفعل في إثراء الإخاء العالمي
لا ما يندرج تحت قيود مجتمعية عقيمة بلا جذور تسمى -جزافًا- عيب!


كنت أحلم بواقعٍ أزرع فيه ما سيتفز غيري ليسعى نحو مستوى أعمق من الإنسانية.. ولا يكتفي
أحلم بواقعٍ أعيش فيه ما أقوله

 

كبرت وشعرت بمسؤولية البدء في مشروع عالمي الخاص، إلا إني صدمت! هنالك عناصر لم توضع في المعادلة، لا لسبب سوى نقص المعطيات، وكان الإختيار إما التراجع عن عالمي والاستسلام لمعطيات غير محسوبة أو أن أكون على مستوى من المرونة لإدخال معطيات جديدة تمر بمعطياتي القديمة من خلال معادلات جديدة لتحقيق نفس الحلم.



ماحدث إني لم أكن أعلم -بعد- أن هنالك مال، مصالح شخصية، ضعف بشري، أنانية. بالطبع كنت مدرك لوجود هذه الأشياء لكني لم أكن اختبرتها بعد.


لم أكن أعي -بعد- أن إحتياجي للمال سيعوقني ولو قليلًا عن تحقيق أحلام وردية
لم أكن أدرك -بعد- أن احتياج غيري من الممكن أن يقوم بنفس النتيجة ويوقفني


لم أرَ -بعد- الصورة كاملة أن عالمي يحتوي على قتل وعنف وخطف وتعذيب يجب عليّ التعامل معه
لم أُصدم -بعد- بوجود فساد نخر في عظام العالم صعب التعامل معه وكثير الصعوبة إزالته


لم أكن أفهم -بعد- أن هنالك امبراطوريات من الرأسمالية تقوم على إستعباد البشر بشكل قانوني ومكتسب
بل وأسعى أن أكون جزء من تلك المنظومة بفرض إحتياجي للمال أنا أيضًا -يا لضعفي!


عندما كنت أكوّن عالمي لم أكن تبصرت -بعد- أن لزراعة حديقة جميلة يجب التعامل مع قوارض وحشائش ضارة، وبذل تضحيات وسهر ومتابعة على زرعتي في أوقات ليشتد عودها، وحمايتها في أوقات أخرى من غيري.. ومن نفسي أحيانًا.


كل ما في الأمر أن ما صدمنا هو عنصر ناقص في معادلة كل ما لها إنها لم تنضج بعد. كل ما استوقفنا ليس بشيء يعلن أن كل ما حلمنا به سرابٌ غير موجود، أو وعدٌ غير محقق، بل كل معوق هو عنصر يجب دراسته والإتيان بالمعادلة الصحيحة ووضعه بها لتحقيق نفس الحلم.


كل ما أعترضني لا يعني أن حلمي ليس له مكان على هذه الأرض، بل يعني أن لتحقيق حلمي يجب عليّ دراسة معطيات جديدة كما درست سابقتها ومن ثَم استنباط معادلة مناسبة يتحقق على إثرها حلمي كما هو، إنما فقط بأبعاد أعمق أيضًا.


حلمي له مكان على هذه الأرض فقط معادلتي ليست مناسبة، ليست ناضجة، ليست مكتملة العناصر لتحقيقه، معادلتي فقط تحتاج لتطوير.
*   *   *

أؤمن بحلمي..
أؤمن بعالمي..



mardi 30 septembre 2014

تذكرت..!!



تذكرت التخلي عن قمة والنزول عنها
تذكرت لعنة الطريق لبزوغ القمة التالية
تذكرت مرارة النزول مرة أخرى
باحثًا عن القمة التالية
لا لشيء سوى للتخلي عنها مرة أخرى
سوى إني أكمل طريقي
باحثًا بشدة
منتظرًا قمتي التالية
منتظرًا مجدي القادم
ليخبو في نهاية الأمر


تذكرت
أن لي جبل
لا يسعني سوى تسلقه
 بلا شيء سوى الإيمان برؤية قمة لا تمن عليّ حتى برؤية لمحة منها
سوى إني أشعر بنداءها لي
فأنصاع


تذكرت أن لي مصير
حددته أنا
بيد إنه يبادلني الحدود
حتى اختلطت علي الأمر
أخلقته أنا أم خلقني هو؟
أم هو الأمر إنّا خلقنا معًا فاختار إحدانا الآخر قبل بدء الزمان؟


تذكرت نفسي البعيدة
صدقت حين تركتها
فلي من القمم ما أجتازه
يؤخرني عنها حنينٌ لقمةٍ سابقة
وخوف من مجدٍ قادم
لا أعلم عنه سوى إني سأتركه


لي في النهاية من النهايات ما يُحكي
ثلجٌ عاكسني
ريحٌ أوقفتني
هزةٌ أرضية غيرت جغرافيتي
فظننت التوقف
أو الموت


لي من النهايات ما يُتلى
كومةُ صخور تدُلني في وقتٍ كفرت فيه بإيماني
ضوءٌ في رأس أحدهم بدأ ينطفيء أنار لي دوري
تخلِي الضوء عني في أصعب لحظات حياتي
أصبى جمال الغروب
فصبرت


تذكرت قمتي البعيدة
فأدرت رأسي
وفتشت عن آثار خطواتي
لأجدها متعاقبة الإختفاء فالظهور حينًا
وتسألت
أحِدتُ عن الطريق
أم أن التخلي هو قلب المسيرة؟


وقفت أسفل قمتي التالية
أبحثُ عن مدخلٍ فأعتليها
رفعت رأسي
فضحكت
ها هي قمة أخرى تغريني
نظرت خلفي
فلم أجد آثار أقدامي
تسلقتها-أولًا- بحثًا عن خطواتي
قتذكرت  أين تركتها
لم أجرؤ الرجوع
فأي مجنون ذاك الذي يترك قمته الجديدة
ليرجع ويبحث وينقب عن آثار أقدام كانت قد تركها للحظة من الزمن
في مكانٍ ما
خفت
فتقدمت بلا خطوات
ليرافقني في المسيرة شعورٌ بالتيه
لم أقدر على طرده
إلا إني أؤمن أن خطاواتي تتبعني حينًا
إذا آمنت لها وسادة من الشجاعة
فبت أبحث عن خطواتي
دون أن يرى
بت أنتظر غفوه
فأنقب في الرمال
تارة ألمحها وتارة ألمسها
فيستيقظ منزعج
ليبدأ بدوره في نشر العتمة

خبأت خطواتي جيدًا
علّني أهرب من التيه وأرجع في يوم وأخذها
علّني أستجمع من أنا
علّني -فقط- أتذكر

mercredi 2 juillet 2014

تأملات في فيلم "Blindness"..!!

يُنصح قبل القراءة مشاهدة الفيلم من الرابط الآتي بالضغط هنا.
*  *  *

أولاً فيلم (Blindness) هو فيلم مقتبس عن رواية بنفس الأسم للكاتب (جوزيه ساراماغو)، تتحدث عن إنتشار وباء يؤدي إلى حالة من العمى الأبيض، تجعل المريض لا يرى سوى ضوء أبيض مشّع. بدأ المرض بحالات فردية لم يلبث قبل أن يتحول لوباء مُعدي، على إثره قامت الدولة بإقامة مناطق حَجْر صحي لمحاولة الحد من إنتشاره.


الأشخاص الأولى في الظهور كانوا لص، عاهرة، طبيب وزوجته قبل ظهور أشخاص محورين فيما بعد. المثير للإنتباه -وهو ما لم نفهمه حتى نهاية الفيلم ولا أظن أن الكاتب اهتم حتى بتفسيره- هو أن زوجة الطبيب هي الوحيدة التي لم تصَب بالعمى، بل ولتظل مع زوجها ومرافقته في الحَجر، ادعّت العمىَ.


تناقش القصة كتير من المواضيع، مثل إرساء الضوء على طبيعة البشر المتخلفة التي تبدأ في الظهور مع غياب الأعراف الإجتماعية بداخل الحَجر وإنتشار الفوضى وفرض شخص نجح في تهريب سلاح سيطرته على باقي العنابر، بكل ما تحمله القصة من ذكاء في الوصف وتطور العلاقات البشرية ورجوعها لبدائيتها في أول فرصة لتعلن عن ذاتها، إلا أن ما يهمني حقاً هو التركيز على بعض المواقف اهتم المخرج بالتعبير عنها بصورة بصرية فقط دون الرجوع لأي كلمات سافرة عاجزة بينما ارتكز لتوصيل الفكرة على براعته في رسم صورة سينيمائية تنضح بمعانٍ كُثُر.


الموقف الأول هة مرور صبي في أرجاء الحَجر بحرية تامة يحاول أن يتلمس طريقه بين الحوائط والحدود وبين معوقات المكان، يمشي في طريق خالي لا يلبث أن يتوقف ويتأوه من الألم إثر إصطدامه بمائدة حديدية ظهرت فجأة من العدم محدثة صوت إصطدامه بها وإحتكاكها بالأرض، ثم يتكرر المشهد أكثر من مرة.


أظن إننا نمشي في هذه الحياة بعمى، أو بحدودنا البشرية، أو بعدم شجاعة للمضي خلف ما يقوله لنا قلبنا بالرغم من همساته المتبصرة وكثيراً ما نتصطدم بأشياء تسبب لنا الكثير من الألم فنتوقف ونغير مسار تحركنا مثل نمل وضعنا إصبعنا أمامه، أو نتوقف متظرين زوال الألم قبل أن نحصل على الشجاعة مرة أخرى للمضي في طريقنا عاجزين عن إكتشاف حياتنا -حقاً- إلا عن طريق الألم.


قد يكون الألم في حياتنا ليس خبرة تؤذينا إنما علامة.
الألم علامة على إننا نتحرك
لم نفقد الأمل بعد، لكنا اصطدمنا.
الألم علامة على إننا نملك من المعنى في حياتنا ما نخاف من زواله
إلا إنه ينساب من بين أصابعنا  أحياناً.
الألم علامة على إننا أحياء، مازالت لدينا القدرة على الإستكشاف
والمضي أبعد من آلامنا لإستقبال آلام جديدة وعلامات جديدة ومحاولات جديدة للطريق في الكشف عن ذاته
ودليل إني لا زلت مفعم بالحياة ومازال في جعبتي مكان لإستقبال آلام جديدة وعلامات جديدة.


الموقف الثاني هو النهاية.
المشهد يحكي عن بعض الأشخاص ينجحوا في الهروب من الحَجر حتماً بمساعدة زوجة الطبيب التي لم تمرض بالوباء حتى الآن، فقادتهم نحو متجر لتَعِب بعض الأكل الطازج في أكياس قبل أن تقود المجموعة إلى البيت حيث فرصة أكثر للراحة في سرير أكثر دفئاً وأكل أكثر إحتراماً، فقضوا اليلة الأولى ليستيقظوا صباح اليوم التالي على رائحة الإفطار الذي تعده ورائحة قهوة طازجة جيدة الصنع كانوا محرومون منها لفترة طويلة، وبينما يقوم أحدهم بشربها تبدأ لمحات من الرؤية ترجع إليه ويصادف إنه من أوائل حالات العمى مما يعني أن ما هي إلا مسألة وقت قبل أن تنقشع الغمامة عن أعين الباقين.


وهنا تبدأ بعض التساؤلات في الظهور بين شخصين بدأ يجمع ما بينهما الحب، عاهرة وشحاذ. فمع ظهور أسوأ ما في الإنسانية بشكل فَظ في الحَجر، إلا أن أنبل ما في الإنسانية لم يأبَ أن يتخلي عن سطوته من خلال إظهار نفسه بين طيات شخصين متحابين أذابوا الفروق الشخصية، الشكل، الجمال الخارجي، الدين، التاريخ ليحبوا بعضهما، فيبدأ الشحاذ الأعور في التساؤل "أستظل تحبني حتى بعد أن ترى شكلي؟!"


تتركهم زوجة الطبيب بين حيرتهم في إتخاذ قرار الفرحة أم الخوف أم الحزن لتخرج في الشرفة التي تطل على المدينة لتنعم بشعور واحد، هو إنقضاء عبء تحملته للإعتناء بكل من حولها، آن له أن ينتهي، فرفعت عينيها نحو السماء لترى لا شيء سوى البياض الناصع فيخفق قلبها وتتغير ملامحها للتحول طفل أضاع شيئاً ويبحث عنه مع شخص أكبر سناً.. لقد أصيبت أخيرا بهذا المرض، هكذا ظنت قبل أن تغير اتجاه نظرها من السماء لتنزل به على المدينة لتكتشف إنها لم تصَب بالعمى إنما ما رأته كانت سماء ملبدة بالغيوم لدرجة إعتقادها إصابتها بالعمى، جَل ما كان عليها أن تفعله هو أن تغير إتجاه نظرها، أو الإتجاه الذي تبحث فيه عينيها عن الضوء.


قد نكون عمياناً إنما قد يكون السبب هو تركيز بحثنا في الإتجاه الخاطيء، حيث لا يوجد ما نبحث عنه ونبدأ بإتهام أنفسنا بعدم القيمة وأن حياتنا بلا معنى، خاصةً ظناً منا العمى، بينما جَل ما علينا فعله هو شجاعة تغيير إتجاه نظرتنا، بكل ما تحمله من مخاوف عدم وجود الضوء في إتجاهات أخرى، إنما هذا هو الثمن الذي ندفعه لنتبصر.

أو هكذا أظن..