vendredi 20 mai 2011

زملكاوي مسيحي..!!

-اسمي (نبيلة) فتاة مسيحية، في العشرين من العمر، يصفني البعض بالقصر، وكنت أستاء من الوصف، حتى طالتني أختي التي تصغرني بعامين، فتقلبت الوصف، وصرت ألقي النكات حول طولي..مقبولة؟ نعم مقبولة إلى حدٍ كبيرٍ بين أصدقائي في الجامعة، وبالرغم من شكل البلاهة أو الطفولة الذي وحي به مظهري، إلا إني على قدرٍ من الذكاء يجعلني أكاد أجزم إني لا أستحق كلية التجارة بل العلوم، إلا إني لا أجتهد في الدراسة، وهو ما يعتبر غباء في حد ذاته.

يمكن وصفي بالمتدينة، لكني لا أؤكد أو أنفي ذلك.. أنا متدينة؟ حسناً، لما لا؟ المهم إني أحضر القداس كل يوم أحد في كنيسة الملاك ميخائيل بالظاهر قبل ميعاد الكلية، ثم أستقل إما مايكروباص المساكن إما حافلة تمر على الجامعة.

اليوم كان الأحد، ذهبت كعادتي لحضور القداس، ثم خرجت إلى شارع رمسيس عند الجامع الواقع عند تقاطع شارعيّ رمسيس والسبع، والذي يصر الناس على تسميته خطأ (جامع السنية) في حين أن الاسم الصحيح مكتوب على الجامع. أقف منتظرة المايكروباص، فيسبقه أوتوبيس 366 الأخضر، ركبته ووجدت أنه شبه فارغ، ووجدت مقعد لأجلس عليه، شعرت أن الله معي خصوصاً إني حضرت القداس، أطللت بوجهي من النافذة وطفقت أدندن لحن أغنية في حين أن الهواء يلاطف وجهي بذاك الشعور الذي يشبه الحلم، أنظر من النافذة فأرى المحلات تتسارع كي تلاحقني، تتوقف الحافلة عند محطة السبع قرب كوبري المشاه وتستقبل آخرون، تصعد فتاة محجبة فتظهر ماركة الملابس تحت وشاحها، حاولت تنبيهها دون أن يلاحظ أحد، إلا إني وجدت تلك الفتاة الممتلئة تبتسم بجانب النافذة المقابلة، فأجدها مشرقة عكس السواد الذي يعتريها من أول شعرها المعقوف للوراء حتى ملابسها وحذائها، فنظرت للفتاة المحجبة وضحكت ثلاثتنا، ثم عدت للنظر من خلال النافذة لأستشعر الهواء مرة أخرى. تتوقف الحافلة في محطة غمرة ليصعد مجموعة من الناس من بينهم ذاك الرجل الذي يبيع الأقلام، يتحرك في جلبابه رمادي اللون، فيظهر نعله المهتريء الغليظ، يجوب الحافلة ممسكاً بالحقيبة السوداء المفتوحة على كتفه منادياً ببضاعته.

" صلي عّ النبي، مش هأقول لك القلم بجنيه، ولا باتنين، القلم ده بنص جنيه، بيتباع في المكاتب بره بجنيه، أنا ببيعه بنص جنيه، صلي عَ النبي، صلي عَ النبي مين قال هات؟ صلي عّ النبي.. إحنا مش كلنا مسلمين* ولَّا إيه؟..."

*الإسلام هو الديانة الغالبة لمعظم مواطني الدولة.


-اسمي (باسم)، مسلم، في الرابعة والعشرون من العمر، أعرف بالرغم من إني لست شديد الوسامة إلا أن الناس تجد راحة في الكلام معي والنظر في وجهي، حتى أن البعض تجرأ وزعم إني محل ثقة، أهتم بالتعليم وأزعم إني ألعب دور في نشر الوعي عن طريق تطوعي في جمعية الفرير للتنمية وخدمات المجتمع بمدرسة القديس يوسف الخرنفش بباب الشعرية، من خلال تقديم دروس لمحو الأمية للمتسربين من المدارس وهؤلاء الذين لم يدخلوها من الأصل، في شكل مدرسة موازية، وتقوم الجمعية بعمل معسكرات تقوية للنشطاء في الصيف لمناقشة أساليب التعليم، وعرض أساليب جديدة في تدريس المواد المختلفة.

زملائي في الجمعية هما (مرقص) و(بولا)، اللذان أصبحا من أعز أصدقائي فيما بعد، (مرقص) يشعرك بجسده الضخم أنه سوف يضربك لكن ما أن تنظر إلى وجهه حتى تبتسم، وحينما تسمعه يتكلم تدرك أنه أخفنا ظلاً، أما عن (بولا) فهو عكس (مرقص) في صفاته البدنية تماماً، فهو هزيل ومهما صغُر مقاس ملابسه تظل واسعة عليه، وجهه أشبه لوجوه الأطفال منها لوجوه أشخاص من سني. اعتدنا الخروج بعد إنتهاء العمل في الجمعية، وقضاء الوقت في قهوة قريبة لمشاهدة المباريات، ومع كثرتها وأهميتها بدأت أتعرف على أصدقاءهم حتى أصبحوا أصدقائي هم أيضاً، ومن مباراةٍ لأخرى أعرف صديقاً جديداً.

مؤخراً سمعت عن مباراة الجزائر ضد مصر، إذا فازت بها مصر، تتأهل لمباريات كأس العالم، تحمست وفكرت أن أهاتف (مرقص) لأخبره ونتفق على إختيار القهوة، فوجدته هو من يتصل بي ليحدد المكان، قهوة البشوات بمنطقة غمرة، القهوة المفضلة لنا لمشاهدة المباريات المهمة، وأشار عليّ بالمجيء المبكر لحجز المقاعد، فبالرغم من صداقتنا مع القهوجي إلا إنها مباراة مهمة والحذر واجب.

كعادتي وصلت متأخر عن الميعاد المتفق عليه لأجد مقعدي محجوز بجانب (مرقص)، جلست، نظرت في الوجوه لأجد أن ثمة جديداً، (كريم)، تم التعارف بيننا سريعاً، وبدى أنه كان في خضم حوار يريد أن يكمله، وما أن حاول الإستطراد حتى لكزه زميله في قدمه، فأخفض صوته ووجه لزميله الحديث.

" هو مش (باسم) مسيحي* برضه؟"

*المسيحية هي الديانة الغالبة لأفراد المجموعة.


-أنا (أندرو) شاب في الواحدة والعشرون من العمر، غير مهتم بلعبة كرة القدم لا من قريب ولا من بعيد، إنما مهتم بالانترنت والكمبيوتر وكل ما يخصهم، شأني شأن كل شباب جيلي، أعاني من مشكلة سوء خدمة الانترنت من بعد الثورة، فهو دائم الانقطاع، هذا غير متلازمة السرعة البطيئة التي تنتابه ليلاً، المهم طلبت خدمة الدعم الفني للشركة التابع لها، ونفذت تعليمات مفادها محاولة تشخيص موضع المشكلة، إما مشكلة خاصة بالخدمة من جهة الشركة، إما مشكلة خاصة بتوصيلات الأسلاك من جهتي، فتوصلت إلى أن المشكلة تقع على عاتق سلك الهاتف الموصِل بين الجهاز والخط الرئيسي، فقررت شراء سلك جديد واستبداله بالقديم.

تكاسلت على تغيير ملابسي، فخرجت بالسروال المنزلي القصير، اتجهت إلى أقرب محل لبيع الأدوات الكهربائية، لأجد أن المحل مفتوح لكنه مهجور، مررت عينيَّ بحثاً عن البائع فلم أتبن مكانه، فقررت تركه والذهاب لذاك الموجود في الميدان، وفيما أنا أمشي، مررت على قهوة مصباح التي ماتزال تضع صورة الرئيس الراحل (جمال عبد الناصر) لتناسب اللون العام للقهوة، الأصفر، ورأيت أن صبيان القهوة يرصون والكراسي إستعداداً لمبارة اليوم بين الأهلي وفريقٍ آخرٍ منفسٍ له لم أستطع حفظ اسمه، ليس بسبب صعوبته إنما أنا بالنسبة لي فرَق الكرة هم الأهلي والزمالك فقط، غير ذلك فللمتابعين المحترفين.

أكملت طريقي حتى وصلت للمحل، فظهر البائع، هو في العقد الرابع من عمره، يتبقى له من شبابه بقايا شعره الأسود المتناثر على مقدمة رأسه وعلى جزء من شاربه، أطلب منه سلك للهاتف، طوله حوالي مترين، فيطلب من ابنه الصغير أن يساعده في إحضار السلك.

" هات السلك الأحمر يا ولد، اخترت لك أحمر أهه.. أهلاوي* أنت حضرتك، مش كدة؟"

mercredi 4 mai 2011

اشرح لي شكراً..!!

دارت في الآونة الأخيرة حوارات وأحاديث عن كفاءة الأساتذة، ومدى تفاعلنا تجاههم فيما أعلن البعض، وبكل بجاحة، عن عدم كفاءة بعض الأساتذة، ولذلك فأنا أكتب اليوم، لأعتذر للأساتذة الأجلّاء، وأقدم تنازلاً رسمياً عن المطالب المشروعة التي طالما طالبت بها، مؤكداً أن التقصير واقع من جهتنا نحن وأوضح أن الدكاترة 250 حصان وأن المشكلة فينا حيث إننا ربع حصان فقط، هناك فرقٌ في السرعات سيدي الوكيل. وأن مهمة الطالب هي إستخراج المعلومات من الأستاذ، وليس العكس، فالطالب هو من يشغَّل الأستاذ، على حسب قول أحد الأساتذة الأفاضل، وهنا أشجع زملائي على عدم الكسوف، فالأساتذة هم أباءنا، عملاً بالمثل القائل، اللي يتكسف من الأستاذ ما يجبش منه درجات.


بينما تطرق البعض لمشكلة الإحترام المتبادل بين الطالب والأستاذ، وهنا أسلط الضوء على خبث وضلال هذه الفكرة، حيث أن الأساتذة يحترموننا، تبعاً لوعد (عادل إمام) في فيلم (السفارة في العمارة).. وكل عيد ميلاد وأنتم طيبون.


أشاع البعض أيضاً أن المنهج طويل، وأنه يجب إختذاله، ووصفه البعض أنه صاروخ، ولذلك، ومن هذا المنبر الجليل أقول لهم، ما تبالغوش قوي كده.


أيضاً زعمت القلة المندسة، والتي زاد عددها لتغطي 99.9 % من القسم، أن تصحيح الإمتحانات لم يحظ بالشفافية المناسبة، لكني أنفي ذلك، وأعتذر عن شكِّي السابق، وأعلن إني كنت متأكد كنت متأكد مع إني كنت شاكك.


وأيضاً لأخلي ذمتي، فبالنسبة لكفاءة الشرح، فأنا أعتذر عن ذمي لأساتذتي، وأستحضر موقف أن أستاذي كان يأخذني في حطة ضلمة، ويقعد يشرح لي، كان يشرح لي جامد قوي.. بس أنا كطالب.. انبسطت، ولن أزيد لأني أخاف ألا أقيم حدود الله.


وفي النهاية أحب أطمّن الناس، أنا أستاذي زي الفل..