mardi 21 avril 2015

باقي من الزمن..!!

باقي من الزمن خمسة أيام على موعد عيد ميلادي، وأعيش لحظات من أكثر لحظات حياتي حماسًا ممتزجًا بتجربة أقصى ما هو جديد. رغم ذلك أقوم -كعادتي أنا المثقل بالأفكار- بتقييم حياتي وخبراتي وما تعلمته واضعًا في الإعتبار أنا ما أستطيع ان أذكره لا يستوعب ما تعلمته حقًا.


إني شخص أميل للكمال نقدًا وفكرًا وحُكمًا، بينما أميل للأريحة والإسترخاء والكسل والإهمال فعلًا؛ فأكون في النهاية شخص ساخط وغير راضٍ على نفسه، إلا إني لدي -رغم ذلك- ما أقوله وأضيفه.


في العام الماضي استرجعت "انجازات" السنة من خلال ما أتممته أو ما بدأته، إلا أن ما أُضيف لي هذا العام هو دروس ووجهات نظر لا "انجازات"، بل بالعكس لقد تخليت عن كثير مما أنجزته العام الماضي لأتسأل اليوم عن مدى عمق وجِذر ما بدأته.


انتبهوا..
انتبهوا فالمحتوى القادم قد يحتوى على آراء قد يراها البعض غير مناسبة لمن هم دون الثامنة عشر سنة بكل تطلعاتهم للحياة، وبالتأكيد لا تناسب من هم فوق الثامنة عشر ممن لا يستع كاهلهم لحمل عبء -ولو حتى معرفة عبء- شخص آخر. وجب التنويه.


تعلمت..
أن خبرة العمل تختلف تمام الإختلاف عن خبرة المدرسة، فبالمدرسة قد تُعامل باحترام إذا كنت طيب الخلق حتى وإن لم تكن درجاتك على المستوى المطلوب، وبالمثل قد تعامل بشيء من الدنو إن لم تكن ذو أكثر خلق مهذب حتى وإن كانت درجاتك أعلى من المرجو منك، وفي الغالب -طبعًا- يفضل تمتعك بالصفتين.


أما في العمل، فما يهم هو درجاتك بغض النظر إلى حدٍ كبير -ولا أقول مطلقًا- إلى تصرفاتك. فقد يحالفك الحظ بمديرٍ أو اثنين ممن احتفظوا بهِبة المدرسة معهم، إلا إن ذلك لا ينفي إدراكك لحقيقة الأمر.


في العمل قد لا يهم مدى عملك أو أرقامك في بعض الأحيان ما دام يوجد من هو أقدم منك، فيأتي الحرج ليرفعه شأنًا عنك، حتى وإن كان لا يستحى أن يطلب منك العون في تفاصيل العمل.


في بلدي تعلمت أن من الخطر فيها أن تقوم بعمل إجابي ذو تأثير ويتلاقي إلى مسامع عدد ليس بقليل من الناس؛ فأنت دائمًا محض شك، يظهر في بعض الأحيان في شكل طلبٍ يشوبه عدم الأمانة أو في تهديدٍ مبطنٍ تبتعد أنت خائفًا منه قبل أن يتحول لتهديدٍ بيّن.


تعلمت أن هنالك دائرة وقانون ضمني يحكم العالم سواء في بلدي بشكل سافرٍ فظ مثير للضحك والسخرية، أو في العالم بشكل أكثر تسترًا و-الأهم- أكثر تأثيرًا يصعب معه إدعاء الحرية أو محاربته.. وإن كنت أكثر حظًا من غيري على نحوٍ شخصي.


تعلمت ان صاحب بالَين يستوجب القتل بالرصاص فورًا قبل أن يعلن إمتلاكه لأربع. فعملك يمتص من حياتك أكثر من إستعدادك أن تعطي له، فيسحب منك روحك ليتركك خائر القوى كبالون خاوٍ من الهواء لا تقوى على النهوض لفعل شيء.. ولا حتى لمراقبة الله!


تعلمت أن الله يتجلى ويظهر نفسه في تفاصيل يصعب عليّ أنا الفاني ضيق الرؤية تقبلها حتى قبل أن أفهمها.
تعلمت أن لآدرك وجود الله عليّ أن أستبطيء إيقاع حياتي لألمحه ثم أجد الوقت الكافي لأسلم عليه، وأفتعل مصادفات لأتحدث معه ثم يصبح حوارنا عادة قبل أن أكتشف إني أحبه.. تبًا.. لقد وصلَت الحافلة لباب الشركة، سأصعد لأحضِّر أشيائي ثم -حتمًا- أكمل التفكير!


تعلمت أن من يدين شخص لا تمر حياته إلا ويفعل نفس الشيء، ليس كعقاب إلهي، إنما بطبيعة الشيء. لم يكن الفعل ليغيظني إن لم يلقَ صدى لنظيره في أعماقي ينتظر في خموله اللحظة المناسبة ليعلن عن نفسه. بذا في النهاية لا تلق بالًا لعيوب الآخرين وكُف عن اصدار الأحكام و-الأهم- سامحهم، واترك ما بداخلك خاملًا، فلا داعي لإيقاظه وتشجيعه بملاقاة أخيه خارجًا.


تعلمت أن ما لا يقتلك يقويك، لكن لماذا ننسى دائمًا فرصة الموت؟!


تعملت أن في بعض الأحيان هناك أقل من نصف فرصة ثانية تُمنح وهي كافية.


تعلمت أن مواجهتنا لمخاوفنا هو ما يدفعنا للأمام، لكن توجد في بعض الأحيان حكمة في مخاوفنا لإدراكنا المسبق بحدودنا البشرية؛ وفي تلك النقطة قد أكون مخطيء أكثر مني مصيب، فإيماني بالحياة عكس ما تعلمته هنا وهو ما يدفعني للتجربة.



تعلمت أن هنالك إيمان لا يستند -في بعض الأحيان- على حقائق أكثر أو تعادل الحقائق الكافية لإثبات نظرية علمية، إنما هو -دائمًا- إيمان يستحق المحاولة.