mardi 30 septembre 2014

تذكرت..!!



تذكرت التخلي عن قمة والنزول عنها
تذكرت لعنة الطريق لبزوغ القمة التالية
تذكرت مرارة النزول مرة أخرى
باحثًا عن القمة التالية
لا لشيء سوى للتخلي عنها مرة أخرى
سوى إني أكمل طريقي
باحثًا بشدة
منتظرًا قمتي التالية
منتظرًا مجدي القادم
ليخبو في نهاية الأمر


تذكرت
أن لي جبل
لا يسعني سوى تسلقه
 بلا شيء سوى الإيمان برؤية قمة لا تمن عليّ حتى برؤية لمحة منها
سوى إني أشعر بنداءها لي
فأنصاع


تذكرت أن لي مصير
حددته أنا
بيد إنه يبادلني الحدود
حتى اختلطت علي الأمر
أخلقته أنا أم خلقني هو؟
أم هو الأمر إنّا خلقنا معًا فاختار إحدانا الآخر قبل بدء الزمان؟


تذكرت نفسي البعيدة
صدقت حين تركتها
فلي من القمم ما أجتازه
يؤخرني عنها حنينٌ لقمةٍ سابقة
وخوف من مجدٍ قادم
لا أعلم عنه سوى إني سأتركه


لي في النهاية من النهايات ما يُحكي
ثلجٌ عاكسني
ريحٌ أوقفتني
هزةٌ أرضية غيرت جغرافيتي
فظننت التوقف
أو الموت


لي من النهايات ما يُتلى
كومةُ صخور تدُلني في وقتٍ كفرت فيه بإيماني
ضوءٌ في رأس أحدهم بدأ ينطفيء أنار لي دوري
تخلِي الضوء عني في أصعب لحظات حياتي
أصبى جمال الغروب
فصبرت


تذكرت قمتي البعيدة
فأدرت رأسي
وفتشت عن آثار خطواتي
لأجدها متعاقبة الإختفاء فالظهور حينًا
وتسألت
أحِدتُ عن الطريق
أم أن التخلي هو قلب المسيرة؟


وقفت أسفل قمتي التالية
أبحثُ عن مدخلٍ فأعتليها
رفعت رأسي
فضحكت
ها هي قمة أخرى تغريني
نظرت خلفي
فلم أجد آثار أقدامي
تسلقتها-أولًا- بحثًا عن خطواتي
قتذكرت  أين تركتها
لم أجرؤ الرجوع
فأي مجنون ذاك الذي يترك قمته الجديدة
ليرجع ويبحث وينقب عن آثار أقدام كانت قد تركها للحظة من الزمن
في مكانٍ ما
خفت
فتقدمت بلا خطوات
ليرافقني في المسيرة شعورٌ بالتيه
لم أقدر على طرده
إلا إني أؤمن أن خطاواتي تتبعني حينًا
إذا آمنت لها وسادة من الشجاعة
فبت أبحث عن خطواتي
دون أن يرى
بت أنتظر غفوه
فأنقب في الرمال
تارة ألمحها وتارة ألمسها
فيستيقظ منزعج
ليبدأ بدوره في نشر العتمة

خبأت خطواتي جيدًا
علّني أهرب من التيه وأرجع في يوم وأخذها
علّني أستجمع من أنا
علّني -فقط- أتذكر