lundi 12 septembre 2011

أندرو بن العوام..!!

من فترة مضت، كنت قد امضيتُ ثلاثة أيام في مصيف بلطيم الذي لم أزوره منذ سنونٍ طوالٍ.

وبحكم العادة، دائماً ما أحب ما لا أتقن، فأنا أحب الماء والبحر والسباحة، بالرغم من عدم استطاعتي على الطفو لمدة تزيد عن الدقيقة –إن وصلت لهذا الإنجاز- وكان من الطبيعي، لأشعر أن الماء وصل حتى رقبتي، أن أعيد اتخاذ وضع الجنين في رحم بحر بلطيم.


هنا أقابل مشكلة وجود أمواج، لا أريد أن أقف لتلطمني، كما لا أريد أن أتستر بالماء فيؤرجحني، أنظرُ للموجة القادمة من موقع تلامس فيه ذقني صفحة الماء، فأجدها تعلوني، أغمض عيني وافتحهما متوقعاً أن أجدني إما على الشاطيء بجانب أمي أغسل يدي قبل الأكل، إما في اليونان بجانب (حزلئوم) أغسل (...) لكن الموجة جَل ما فعلته أن رفعتني عن الأرض لتنزلني مرة أخرى برفقٍ، أنتظر الأخرى متوقعاً نفس الشيء، إلا إنها لا تفعل سوى نفس الشيء.

في كل مرة أتأهب للموجة بالرغم من مروري بالعديد منهم وما أكثرهم في البحر، إنما الرهبة تظل كما هي، يتبعها سوء تقدير في بعض الأحيان لحجم وقوة الموجة يؤدي بي إلى السقوط، أقوم وأعتدل في وقفتي لتأتي زميلتها وتمنعني من إفتقاد أرض البحر.

أشعر بالغدر..


أقف مواجهاً الموجة التالية، فأجدها تعلو وتنقلب في الطرق، فأرى الرغوة البيضاء وأستشعر قوتها في أوصالي، تهدر الموجة فأغمض عيني وأتخيل اللطمة، جزء مني يواجه بينما الآخر على الشاطيء، لتداعبني في النهاية رغوات الموجة المتصنعة، أفتح عيني في عدم فهم.

أشعر بالخداع..


أبدأ باتخاذ اللون الأبيض كصديق.. وأنتظره، أراه في موجةٍ عاتيةٍ، يستريح قلبي لعلمي بتفتتها المبكر، أفتح ذراعي لملاقاة صديقي المصحوب فوق مياه البحر ليرطمني نحو القاع، وأسقط.

أشعر بالخيانة..


أبتعد عن الموج وأمثاله وأقترب من الشاطيء، لأجد أن الأمواج أعنف إذ إنها تسوطني لحظة إنقلابها، أرجع لتلاطم الأمواج هارباً من جلاد الهروب، لأجد نفسي وسط ما يخيفني.


في البر جلادي

وفي العمق أهوالي

أشعر بالحيرة..


جال بخاطري ترك اليَمِ

فسمعتُ ضحكاتٍ تبعدني

هناك على بعد أمتارٍ

طفل وطفلة تركوا الهَمِ


فتذكرتُ إني نسيت أهْدافِي

العوم.. وليس تفادي الأمواجِ

فالأمواجُ صديقةٌ دوماً

طالما قويت أكْتافِي


فكرت في ترك البحر لكني، ما جئتُ إلا لأحيا

تسألني عن البحر فأتعجب

اأتَيتُ أنا على ذكرِ البحرِ؟!


أشعر

بالتجلي..