samedi 26 mars 2011

ارتباك..!!

رَن جرَس البَابِ

فَتحتُه

لَم أكُن أعرِفُه مِن قَبل

لَكنِي فَطِنتُ لِشَخصِهِ

حيَّاني ودَخَل


كُنتُ قَد قررتُ ارتِداء ملابِس البَيت لمُقابلتُه

فوَجدتُه فِي كامِل هِندامُه

وَقور

بَسيط


جَلسَ

فجَلستُ


نظرَ إلَى الحائِط

فنَظرتُ إلَى الأرضِ

وفِي النِهايَة تلاقَت أعيُونُنا

وجَدتُه أسمَر البَشرةِ

يُحيطُ شَعرُه الأشيَبِ بصَلعتَهُ

لَه شاربٌ كَثٌ، وعُيونٌ ضَيقةٌ

ويُزيد كِرشَهُ مِن مَظهَر الفلاحِ المِصريّ الأصيلِ

لوَهلةٌ تَرأَى لِي عَلاء الأسوَانِي

ثُمَ ترَاجَع لِلفلاح العَتيد

فَسألتَهُ أتَشرَب شَاي؟


أحضَر أبِي طَقطٌوقَة السجَائِر، وجَلس بِجانبِه

يتسَامرون، ويَحكُون ذِكريَات الطُفولةِ

فأسمَع عَن لَهُو أبِي فِي شَبابهٌ

واستِكشافَاتِهُم لِلتِرعة المَحفُورة

وتجَاوُزهُم لِحدُودِ مَزرعَة آرثَر بلانتْ

صَديق الإمَام مُحَمد عَبدُه


يَنظُر لِي ويَقُول

هَات مَا عِندَك

أدخُل غُرفَتي خالِي اليدَين

وأخرُج بِقصَصي علَى استِحيَاء


يَأخُذهَا

فأجلِس أمَامُه

يُخرِج نظَّارة القِراءةِ التِي تُثير الرَهبةَ فِي نَفسِي

يُشعلُ سِيجارةَ، ثُم يطلُبُ قَلماً

أحضِره، وأجلِس أُراقِبُه

مُدَّعياً عَدم إهتِمامِي

يخطُ أوَل خَطَ قَلمٍ

فيَخفقُ قَلبِي

ويتسَارَع تَنفُّسي

أغدُو لا أسمَع شَيئاً غَير دَقاتَ قَلبِي

وصَوتَ القَلمِ علَى ورَقي

يَفتَح فَمُه إستِعدَاداً لِلكَلامِ

فيتوَقفُ صَوتُ قَلبِي إستِعدَاداً لِلسماعِ

فأجِدُه فَقَط يَستَنشِق الهوَاءِ

فأسمَحُ لِقلبِي بالخفَقانِ مِن جَديدِ


تَتوارَى وَرقةٌ خَلف وَرقةٌ

وتتَسابَق الخُطوطُ علَى الوَرقِ

حتَى تَنتَهي القِصةُ

ويَكتَفي القَلمُ


فَيقِفُ

يُناوِلَني الورقِ

يبْتسمُ

ويَرحلُ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire