samedi 19 mars 2011

عَجِبْتُ..!!


عَجِبْتُ لكل ردود الفعل التي رأيتها منذ الحادث
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لكل الآراء التي سمعتها
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لآراء تزعم أن الله سمح بذلك ليتقرب الناس إليه من جديد
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لآراء تؤكد أن ما حدث حدث حتى تظهر مسيحية الناس
و يتجه المسلمون بأبصارهم نحو المسيحية
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن يحصرون الإله في مساحة ضيقة
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن لا يستطيعوا أن يروا الرب في كل شيء
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن لم يستوعبوا وصول المؤمنين من ديانة أخرى إلى نفس الإله
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن إعتقدوا أن السبيل للوصول للعلىّ و معرفته
هو عن طريق دينهم، أو فكرهم، أو طائفتهم فقط
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن صدق أن الوصول لسبحانه و تعالى يستلزم منهج محدد
لا خروج عنه
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ لمن ضحك على نفسه و احتكر المطلق في عدة أفكار
و نفى وصول الأخر له بدون تلك الأفكار
عَجِبْتُ

عَجِبْتُ حين نظرت أنا المصري المسيحي
إلى الديانات التي نطلق عليها سماوية
مثل الإسلام و اليهودية
و إلى الديانات التي نطلق عليها غير سماوية
مثل الوثنية و الهندوسية
فأجد إلهي
 عَجِبْتُ

عَجِبْتُ حين وجدت
الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي
أحد أشهر المتصوفين السنة وأحد علماءها يقول

لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
إذا لم يكن ديني إلى دينه داني 
لقد صار قلبي قابلاً كلّ َ صورة ٍ
فمرعى لغزلان  
ودير ٍ لرهبان 
وبيت ٍ لأوثان
وكعبة طائف
وألواح توراة
ومصحف قرآن 
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه  
فالحب ديني وايماني 

عَجِبْتُ حين وجدت
 رابعة العدوية
مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب العشق الألهي تقول

حبك الآن بغيتي و نعيمي
و جلاء لعين قلبي الصدئ

ليس لي عندك ما حييت براح
انت مني ممكن في السواد

إن تكن راضياً عليّ فإني
يا منى القلب قد بدا إسعادي

عَجِبْتُ حين وجدت
 في المزامير اليهودية

أرفع عينيّ إلى الجبال
من أين يأتي عوني؟
يأتي عوني من عند الرب
صانع السموات و الأرض
لا يدع قدمك تزل
لا ينعس حافظك
لا ينعس و لا ينام حافظ إسرائيل
الرب هو حافظك
الرب سِترٌ لك عن يمينك
لن تضربك الشمس بِحَرِها نهاراً و لا القمر بنوره ليلاً
يقيك الرب من كل شر
يقي نفسك
الرب يحفظ ذهابك و إيابك من الآن و إلى الأبد

عَجِبْتُ حين وجدت
 إخناتون
عاشر فراعنة الأسرة الثامنة عشر يبنشد لإلهه

أيها الإله الذي سوى نفسه بنفسه
و خالق كل أرض و باريء كل من عليها
إنك صانع مصور لأعضائك بنفسك
مُصوِر دو أن تُصوَر، مخترق الأبدية
مرشد الآلاف إلى السبل

و أيضاً

و بفضلك تنمو بذرة الحياة في النساء
يا خالق النطفة في الرجال
انت حامي كل طفل في بطن أمه
و واهب نسيم الحياة لكل خلائقك
انت الإله الأوحد و ليس لي إله سواك

عَجِبْتُ حين وجدت
 طاغور
 شاعر وفيلسوف هندي يقول

ألا شرفني يا إلهي
و جرد حياتي من تلك المساويء المعيبة
التي تسود دائماً ابن الطين
ضعها تحت رعايتك
و خبئها بين ظلال الموت و النور
أو في ممكمن الليل بين نجومك
ثم اطلقها في الصباح بين الزهور
لتشدو كالبلابل بتسابيحك و ترانيمك


عَجِبْتُ حين وجدت إلهي..!!


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire