mercredi 18 janvier 2012

مترو زقزوقة..!!

كل واحد فينا عدى على إنه يبركب مترو مصر الجديدة -وبندلعه بنقول له زقزوقة- إما عشان تروح دروس في (تريومف) مثلاً، وتشوفه وهو بيعيدي في وقت المرواح، بس مش قادر تركب عشان قاعد بتاكل مع أصحابك من عند (أضواء العالم)، إما عشان تروح درس في (سانت فاتيما) وتخش تاكل في (كشري هند) ويفوت يفوت، مش مهم، أنت قاعد مع أصحابك!!


المهم، إن كل واحد فينا عدى على الإختراع ده، الغريب إني لما كان مواصلتي الرئيسية، ما كنتش واخد بالي من عيوبه، لا بطئه ولا مراجيح سوسته، حتى استغربت لما حد قال لي: "يااااه، ده بطيء أوي، خدها مشي أسرع!!"


خلصت مرحلة الثانوية العامة، واكتشفت وجود أتوبيسات بتروح (مصر الجديدة) –يا سبحان الله- وبقت هي مواصلتي الرئيسية، إلا إن في مرة وأنا مروح ركبت الزقزوقة لأنه كان قدامي، ساعتها قلت: "يااااه ده بطيء أوي، طب والنعمة ما أنا راكبه تاني، هاه!!"


واستغربت، مش ده كان مواصلتي الرئيسية؟!!

إزاي كنت راضي عن مراجيحه وماكنتش خايف؟!!

إزاي ما كنتش واخد بالي من بطئه؟!!


وإحنا صغيرين كان إيقاع حياتنا بطيء بطبعه، بيسمح لي أركب زقزوقة وأستمتع بكل محطة من الستاشر محطة من (غمرة) لـ(سانت فاتينا) الساعة 8 الصبح؛ كان بيسمح إني أقعد أذاكر للإمتحان أو إني أقرا كتاب أو أسمع أغاني.


لكن دلوقتي، ما أتخيلش إني أفضل قاعد فيه وقت طويل زي كده، ما هو يا أنام شوية وأستغل الوقت، يا إما ما لهاش لازمة الصحيان بدري أوي كده يعني!!


من إمتى كان للوقت الأهمية دي؟!

من إمتى كان للوقت الأولوية على الإستمتاع؟!!

من إمتى اتغير إحساسي من إن عندي كل الوقت في العالم، لإحساس دائم بضيق الوقت، بالرغم من إنها نفس الأربعة وعشرين ساعة اللي اداهم لنا ربنا؟!!


إحنا محتاجين الهدوء في حياتنا عشان نستمتع بها، محتاجين نمضغ الأكل مش نظلطه بسرعة عشان ورانا مشوار، محتاجين وإحنا في مواصلة عامة ما أسيبش فرصة الريح يهب فيها ، إلا لما أستنشق منه بعمق!!


اصحى في يوم بدري

حضّر شنطة يكون فيها كتابين وكاميرا وشوية أكل

انزل من غير ساعة

اقفل موبايلك أو سيبه في البيت

اركب زقزوقة لأخر الخط

شم هوا الفجرية

القط صور

اسمع مزيكا

اقرا شوية في كتاب بتحبه

ولو زهقت، سيبه واقرا التاني


انزلي مرة ميدان (عبد المنعم رياض) الصبح بدري

انزلي من غير ميك-آب، وجربي الهوا وهو بيلمس وشِك

حطي في الشنطة حاجات حلوة وكاميرا

اقفلي موبايلك

روحي ناحية الأوتوبيس النهري

انزلي واختاري اللي خلفيته مفتوحة

اقعدي واستنيه يحمّل

شمي هوا جامد أوي

وطلعيه وأنتِ مرتاحة

صوري النافورة وهو ماشي

صوري نفسِك في الأوتوبيس

صوري نفسك مع النافورة

استني لما يوصل لكوبري (الجامعة) وما تنزليش

ادفعي التذكرة وأنتِ في مكانك

بصي للنيل

وبرده شمي هوا جامد أوي


انزلوا مرة في شارع (المعز) الصبح

وفي عز البرد، كلوا صوبيا من عند الكيلاني

واشربوا تمر بتَلجه

اشتروا حتة بسبوسة من أول (الغورية)

هاتوا تذكار عبيط من (خان الخليلي)

مش هيفرح حد غيركم


روح الجيزة لكن بتلات مواصلات

من بيتك للأوتوبيس النهري

من شط لشط

من الأتوبيس النهري لمكان ما أنت رايح


روحي مشوارِك من أبعد الطرق

وعدي على مناطق أجمل من غير ما تبصي في الساعة


اركب الزقزوقة قبل ميعادك بفترة طويلة

لأن ركوب الزقزوقة في حد ذاته

أصبح ترف.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire