samedi 25 février 2012

محض ملاحظة..!!

أتعرفون ذلك الوقت
الذي تصبح فيه كل الأمور
واضحة جليّة ؟


عندما تنمو للأحزان وللأفراح
عمق يكللها بالمعني ؟


أتدركون تلك اللحظة..؟
التي تبصرون فيها روح الأشياء
عندها لا يصبح الأوتوبيس أوتوبيس
ولا يمثل كوب الشاي مجرد كوباً للشاي
وتتخطى مكواة الشعر كونها محض مكواة للشعر


أأبصرتم هذه البرهة من الوقت..؟
عندما تتعدى قشرة الموز التي أزاحتها عن الطريق كينونتها
لتصبح ثواب يُحتسب لك
لما يسمو المبنى المحطم عن قيمته
ليضحى مأوى لروحك المرتابة


أشعرتم بتلك الحقبة..؟
عندما ترى شخص –يجوز أن يكون عامل جمع القمامة- يجلس على كوبري بعيد
ليرخي أعصابه تحت أشعة شمس الأصيل
فتعي حقيقة أن العالم كله يشاطرك أحزانك
فتتعزى


عندما تشعر بالغضب من موقف تافه
وتفاجأ بهبوب ريحٍ قويةٍ
فينجلي لعقلك حقيقة أن للكون كيانٍ
يشاطرك إياه


ألاحظتم في زمن صافي..؟
سعادة طير
أو تألق نبتة
أو رقصة صفحة النيل
أو حتى دقات عامل حدادة
تتماشي مع نسق أغنية تفرض نفسها على عقلك


ألمحتم في ساعة إسترخاء..؟
تزامن حركة رأس غاضبة لميكانيكي
مع إيقاع أغنية (الدنيا ريشة في هوا)
تخرج من سماعاتك بصوت (محمد منير)


هل استمتعتم من قبل..؟
بطير قلما يحرك جناحيه
بل يترك نفسه للريح تحركه هي كيفما تشاء
فوق كوبري (قصر النيل)
بينما صديقك معك
يحكي لك عن صدامه مع حبيبته


هل تعجبتم يوماً..؟
إن تجدوا كتاب يُباع على أرصفة
ميدان (رمسيس)
لم تلحظه من قبل
اسمه (لا تحزن)
في وقت أنت في أمس الحاجة
لسماع تلك الكلمة
*    *    *
انصتوا للصمت
ابصروا العدم
تحسسوا الفتور
استنشقوا الفراغ
تذوقوا المساخة
فيتجدد وجه الأرض

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire