استيقظت اليوم مبكراً أملاً في الاتنهاء من الإبداء بالرأي قبل الدخول في ذروة الزحام، شأني شأن الجميع، واعتقدت إني سأنتهي مثلما انتهيت وقت الاستفتاء، قد استغرقني فقط المسافة بين بيتي واللجنة.
فتحت موقع التواصل الإجتماعي Facebook لأطّلع على ما كتبه الناس، إلا إني وجدت صور تنشرها صفحة (كلنا خالد سعيد) يظهر فيها طابور الحرية -بحسب توصيفهم- فأرى طابور التأخير، أقوم وأغير ملابسي على عجل وأنطلق صوب لجنتي.
اقتربت فوجدت أن الطابور يقترب من مدخل لجنة أخرى في شارع مختلف، استعنت على الشقاء بالله ووقفت في ذيل الطابور انتظر.
يمر علينا من وقتٍ لآخر مؤيدون لمرشَح بعينه –أو مدفوع لهم من مرشَح بعينه- ليعرضوا علينا ملصقات وأوراق تحمل اسم المرشح وباقي تفاصيله من رقم ورمز، وكأنني قررت الوقوف في الطابور منتظراً من يمِن عليّ ببرنامجه الإنتخابي وساعتها –ساعتها فقط- أختار مرشحي وأنا على بعد أمتار من اللجنة.
معلش
لا تعدو الثواني دقائق حتى يمر علينا مرشَح منادياً على الطابور كله: "قايمة (... و...) رمز (...)، ورقم (..) و(..) من الفئات." وكأنه يذكرنا بقرار كنّا قد اتخذناه سلفاً.
معلش
ادخل فأجد طابوراً أطول، لم يلبث أن يستقيم حتى هاج الواقفون وتسارعوا صوب مدخل اللجنة، أتراها مشادة؟ أتراهم يدهسون الناس بمدرعة داخل المدرسة؟ أم يلقون الغازات؟
ذهبت بغير مبالاة لأجدهم غيروا نظام الدخول وقسموا الطابور إلى طوابير تحمل رقم اللجنة.. لا مانع، إلا إننا ما أن اصطفينا حتى طلبوا منّا الرجوع لموقعنا الأول لأنهم لم ستطعوا التعامل مع الشكل الجديد للنظام؛ اعترضنا فخرج لنا فرد من الجيش ليعلن تبريره معلش، وكعادة العسكر لا يظهروا إلا ليتأسفوا أو ليدهسوا!
ظللنا على موقفنا لأن التبرير العسكري-مدني يختلف عن التبرير المدني-مدني فبالرغم من أن الأخير مقصود النية يحتمل النقاش إلا أنه عكس سالفه، بغير صدى. أارجع لموقعي وأطلب من الواقف إحلال محله مصحوب بــ"معلش"؟!
كوننا طابور ثان، لكن الـــ(معلش) لا تتوقف
ذاك مريض، يصحبه سليم
معلش
ذاك يؤلمه خدش في قدمه
معلش
ذاك شعره يؤلمه
معلش
ذاك يشعر بالملل
معلش
ذاك يشعر بالحر
معلش
نرى كل هؤلاء "المعلشيين" يمرون أمامنا، ثم يعترضوا إذا تخطاهم شخص مرجعين تصرفه إلى رجعية البلد وعدم إمكانية تغير الشعب، أسمعهم فأرفع رأسي وأرى خليط من الاشمئزاز يعلو وجههم مع قطرة من البجاحة.
معلش
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire